البيان الرسمي لجماعة الدعوة الإصلاح بشأن الهجمات المدمرة لنظام الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة 

أدانت جماعة الدعوة والإصلاح، في بيان رسمي، الهجمات المدمرة التي يشنها نظام الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة وفيما يلي نص بيان الجماعة:

 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ‎ 

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ‎﴿المائدة: ٨﴾‏ 

منذ عقود عديدة، يتبع نظام الفصل العنصري والاحتلال الإسرائيلي وجهة نظر أسطورية تسمى الصهيونية، تفتقر إلى الدعم التاريخي والقانوني وتعتمد على القوة العارية والخداع الدعائي، متجاهلاً المعاهدات الدولية والقرارات العديدة والمتكررة للأمم المتحدة والمؤسسات الداعمة لها وشخصيات المدافعة للعدالة وحقوق الإنسان، في ظل الفوارق السياسية الناجمة عن الصراعات الحضارية وعدم حساسية الدول الكبرى في العالم لحقوق المسلمين، یقوم بكل شراسة وعنف، باحتلال الأرض الفلسطينية وتهجير سكانها الأصليين والتجمیع والاستيطان اليهود الصهاينة. 
 

وطوال هذه الفترة لم يستسلم شعب فلسطين البطل، بروح الكرامة الإنسانية التي لا تنتهك ویستلهم من التعاليم التوحيدية الشريفة، مع إدراكه لعدم المساواة السياسية العسكرية والمكانة الدونية لهؤلاء دعاة الحرب والمتعطشين للدماء الظالمين وبأقل الموارد والعتاد رفع راية الكرامة والاستحقاق وأبقی مصباح الاستقامة والاستدامة مشتعلا! ومن الواضح أن الوقوف في وجه الغزاة والمعتدين واجب أخلاقي وحق واضح، والقضية الفلسطينية قبل أبعادها الحضارية والإقليمية والدينية والعرقية، قضية إنسانية وعادلة تستحق الدعم الشامل. 
ولذلك، فإن جماعة الدعوة والإصلاح، إذ تعلن اشمئزازها من الطبيعة القاسية والشريرة للخطة الصهيونية ومعارضتها الواضحة لمخرجاتها السياسية والعسكرية والإعلامية، وتؤكد على النقاط التالية:
 أ) إن المقاومة بكافة أشكالها المشروعة هي حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف، ولا يجوز أن تكون أي من العوامل مثل الاختلافات الثقافية، واختلاف العقيدة والهوية، والصراعات السياسية والعناد، وتكتيكات جذب الانتباه، سبباً في إنكار ذلك أو إهمالا لهذا الحق الأصيل والتوافق مع نظام الاحتلال الإسرائيلي. 
ب) إن ما هو ضروري للسلام والتعايش هو العدل وليست الدیانة؛ إن الإصرار على مشاريع الهوية والاستيعاب الديني من النوع الصهيوني، الذي يبشر بإقامة دولة على أساس الديانة اليهودية والقضاء على الهويات الأخرى، هو مصدر صراع وأزمات وتعارض صارخ مع ثوابت السلام وحقوق الإنسان. الصهيونية هي نتاج الاحتكار ومولد العنف والقسوة ووظيفتها الأساسية التحريض على تعظيم الذات وكراهية الهوية والعرق، وبالتالي فهي تهديد مستقر وخطير للسلام الإقليمي والعالمي. 
ج) يد إسرائيل المفتوحة لمواصلة الاحتلال المجنون وسفك الدماء في فلسطين وغزة، وقتل المدنيين والنساء والأطفال، ومهاجمة الأهداف المدنية والمستشفيات والمدارس والمساجد، ليس فقط الاستخفاف بكرامة وحقوق الفلسطينيين المضطهدين والعزل، بل هي غرس تشويه سمعة الأخلاق وحقوق الإنسان والعدالة في الثقافة العامة للعالم وتعزيز ممارسة العنف والوحشية والعودة إلى منطق النهب والوحشية الذي ستقود العالم إلى جحيم مرعب. 
ولذلك فإن محاولة إيقاف آلة الحرب وإرهاب الدولة لدى النظام الإسرائيلي هو واجب الجميع، وخاصة المؤسسات الدولية الحافظة للسلام وعلى رأسها الأمم المتحدة. 
د) الجهاد بمعناه القرآني، خلافاً للاعتقاد السائد، ليس موقفاً عقائدياً ومرادفاً للصراع العسكري مع الكفر، بل هو موقف أخلاقي يعادل محاربة الظلم والظلم. وعليه، فإن بيان القضية الفلسطينية بأبعادها وزواياها المختلفة، وفضح الأكاذيب الإعلامية، والدعاء لنصرة الحق والعدل والأخلاق، والمعونة المالية، من الواجبات التي يمكن أن يقوم بها كل مسلم قدر الإمكان. 
عبد الرحمن بیراني 
الأمین العام لجماعة الدعوة والإصلاح 
الثامن من الربیع الثاني 1445 هـ